حصريا دورة الاتقان في نطق بعض ألفاظ القرآن برواية حفص بن سليمان

الحمد
لله رب العالمين، نزل القرآن ، خلق الانسان، علمه البيان، اصطفى من عباده
حملة القرآن ، قال في محكم البيان : ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَـٰبَ
ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ (فاطر32)
و صلى الله على سيد ولد عدنان محمد بن عبد الله القائل" خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنْ وَ عَلَّمَهُ ".
اللهم صل عليه و على آله و صحبه الذين نقلوا لنا القرآن و من تبعهم بإحسان.
أما بعد ،،،
فإن الإنسان لا يَشْرُفُ إلا بما يَعْرِفَ ، و لا يفضل إلا بما يعقل ، و
لا ينجب إلا بما يصحب ، و خير صاحب في هذا الزمان مقرئ القرآن الضي تتلقى
عنه كلام الله تعالى مشافهة ، فإذا تعلمت منه آية من كتاب الله كانت لك
خيرا من ناقة زهراء كوماء ، و آيتين خيرا لك من ناقتين، و من أعدادهن من
الإبل. و المعروف أن القرآن لا يؤخذ إلا بالتلقي ، فعن زيد بن ثابت رضي
الله عنه قال : " القراءة سنة متبعة يأخذها الآخر عن الأول " ، و قال
العلماء صفة التلاوة منزلة من عند الله تعالى لقول علي رضي الله عنه: " إن
رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمركم أن تقرؤو كما علمتم".
و اعلم أخي القارئ أن من يقرأ القرآن باجتهاد دون الرجوع إلى العلماء
فيلحن فيه لحنا جليًا أو خفيًا فهو آثم حتى يتلقاه من أفواه القراء ، و له
أجران ما دام يقرأ متعلما و يتتعتع فيه ، فإذا تعلم و أثقن التلاوة كان مع
السفرة الكرام البررة.
و من أجل ذلك عمل هذا الكتيب الذي احتوى على أبرز الكلمات التي يحتاج طالب
العلم إلى معرفة وجوه التلاوة فيها و طرق الوقف عليها أو الابتداء بها.
و الله نسأل أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم و أن ينفع به الإسلام و المسلمين.