بسم الله الرحمن الرحيم
قرأ قارئ عند عمر :
(( أفــــلا يتدبرون القــرآن أم على قلوب أقفـــالها ))
وعندهـ شــــاب فقـــال :
((اللهــم عليــها أقفــالها , وبيــدك مفاتيحها , لا يفتحها ســـواك ))
فعرفها له عمر , وزادته خيرا
تفسير الطبري
من عمل بهذا القران تصديقا وطاعة وتخلقا : فإن الله تعالى يرفعه به في الدنيا وفي الآخرة وذلك لأن هذا القران هو أصل العلم ومنبع العلم وكل العلم وقد قال الله تعالى :
يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)9 المجادلة
ابن عثيمين رحمه الله
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن خالد بن معدان رضي الله عنه قال:
ما من عبد إلا له أربع أعين عينان في وجهه يبصر بهما دنياه وما يصلحه من معيشته، وعينان في قلبه يبصر بهما دينه وما وعد الله بالغيب فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينيه اللذين في قلبه فأبصر بهما ما وعد بالغيب، وإذا أراد الله بعبد سوء ترك القلب على ما فيه وقرأ {أم على قلوب أقفالها} وما من عبد إلا وله شيطان متبطن فقار ظهره لاو عنقه على عنقه فاغر فاه على قلبه.
وأخرج الديلمي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يأتي على الناس زمان يخلق القرآن في قلوبهم يتهافتون تهافتا، قيل يا رسول الله: وما تهافتهم؟ قال: يقرأ أحدهم فلا يجد حلاوة ولا لذة يبدأ أحدهم بالسورة وإنما معه آخرها فإن عملوا قالوا ربنا اغفر لنا، وإن تركوا الفرائض قالوا: لا يعذبنا الله ونحن لا نشرك به شيئا أمرهم رجاء ولا خوف فيهم {أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}.
اختـــــــــــــاهـ
هل تحبين القران وتأنسين بتلاوته وتقضين الساعات الطوال معه ان كان نعم فانت على خير عظيم بإذن الله.... كيف لأ وانت تحبين كلام الله (( تحسبونه هينا وهو عند الله عظيم )) لا تتهاوني بذلك فحب كلام الله من حب الله وحب الله مفتاح الخير كله في الدنيا والآخرة.....
.... وان كان الأخرى ( لا حول ولا قوة الا بالله ) فاعترفي بينك وبين نفسك بذلك وتعالي معي لنطبق هذه الخطوات والتي سنصل بعدها الى مرادنا بحول الله .....
بدايــــــــــــــــــة
اخيتي هل من الممكن ان تحبي شئ لا تفهميه .....هذا حب وهمي او انه حب الإمعه اي نك رايت غيرك يحبون ذلك الامر فاحببتيه..... لامانع من التقليد في الخير لكن ابحثي عن سبب ذلك الحب في تلك القلوب....
اذن مفتاح حب القران هو فهمه
وتذكري و أنت تحاولي فهم القرآن انك أن القلوب بيد الله تعالى و أن الله يحول بين المرء و قلبه فليست العبرة بالطريقة والكيفية
بل الفتح من الله وحده , و ما يحصل لك من التدبر فهو نعمة من الله تستوجب الشكر .
علاقة حب القرآن بالتدبر :
معلوم أن القلب إذا احب شيئاً تعلق به واشتاق اليه و شغف به وانقطع عمّا سواه , والقلب إذا أحب القرآن تلذذ بقراءته واجتمع على فهمه و وعيه فيحصل بذلك التدبر المكين والفهم العميق , وبالعكس .
عليه فتحصيل حب القرآن من أنفع الأسباب لحصول أقوى و أعلى مستويات التدبر .
علامات حب القلب للقرآن :
1) الفرح بلقائه .
2) الجلوس معه أوقاتاً طويله دون ملل .
3) الشوق إليه متى بعد عنه العهد .
4) كثرة مشاورته والثقة بتوجيهاته والرجوع إليه فيما يشكل من أمور الحياة .
5) طاعته , أمراً ونهياً .
فمتى وجدت هذا العلامات فإن الحب موجود , و متى فقدت فحبه مفقود .
فإنه ينبغي لكل مسلم أن يسأل نفسه هذا السؤال : هل أنا أحب القرآن ؟
قال أبو عبيد " لا يسأل عبد عن نفسه إلا بالقرآن فإن كان يحب القرآن فإنه يحب الله و رسوله "
وسائل تحقيق هذه المحبة :
1) التوكل على الله والاستعانة به ... و سؤاله سبحانه أن يرزقك ( حب القرآن ) و يكرر ذلك و يتحرى مواطن الاجابة و يجتهد في السؤال بتضرع و إلحاح و حرص شديد أن يجاب و أن يعطى .
2) فعل الأسباب : و خير الاسباب في هذا المقام ( العلم ) و وسيلته : القراءة ... أي القراءة عن عظمة القرآن مما ورد في القرآن والسنة و أقول السلف في تعظيمهم و حبهم للقرآن
المفتاح الثالث / القيام بالقرآن :
إن هذا المفتاح من أهم المفاتيح لتدبر القرآن و أعظمها شأناً و قد ورد عدد من النصوص تؤكد أهميته , قال تعالى : { و من الليل فتهجد به نافلة } .
و قال : { يا أيها المزمل * قم اليل إلا قليلاً }
3- أن تكون القراءة في ليل :
ان الليل ـ و خاصة وقت السَّحَر ـ من أفضل لأوقات للتذكر , فالذاكرة تكون في أعلى مستوى بسبب الهدوء والصفاء , و بسبب بركة الوقت حيث النزول الإلهي .
4- أهداف قراءة القرآن
معظم الناس لا يستحضر هدف واضح لقراءة القرآن ... لذلك فهو لايستشعر أهميته , فترى مثلاً حافظاً للقرآن غير عامل و لا متخلق به
5- التكرار الأسبوعي للقرآن أو بعضه :
أهمية ذلك : كلما تقاربت أوقات القراءة و كلما كثر التكرار كان أقوى في رسوخ معاني القرآن الكريم , و من أجل ذلك كان السلف يواظبون على قراءة القرآن و يحرصون أكثر على كثر تلاوته و تكرارها .
6- أن تكون القراءة حفظاً :
أهمية هذا : ان مثل الحافظ للقرآن و غير الحافظ , كاثنين مسافرين الأول زاده التمر , والآخر زاده الدقيق , فالأول متى ما جاع اخذ التمر وأكل , والثاني لابد له من النزول والعجن وايقاد النار والخبز والانتظار .
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الذي ليس في جوفه شيء من القرآن كالبيت الخرب )
7- تكرار الآيـات :
إن الهدف من التكرار هو التوقف لاستحضار المعاني , و كلما كثر التكرار كلما زادت المعاني التي تفهم من النص , والتكرار أيضاً قد يحصل لا إرادياً تعظيماً أو إعجاباً بما قرأ , و هذا مشاهد في واقع الناس .
فالتكرار نتيجة و ثمرة الفهم والتدبر و هو أيضاً وسيلة اليه حينما لا يوجد , قال ابن مسعود رضي الله عنه ( لا تهذوه هذ الشعر و لا تنثروه نثر الدقل , قفوا عند عجائبه و حركوا به القلوب , و لا يكن هم حدكم آخر السورة
8- الترتيل :
يعني الترسل والتمهل .
و من ذلك مراعاة المقاطع والمبادئ و تمام المعنى , بحيث يكون القارئ متفكراً فيما يقرأ .
قال الحسن البصري ( يا ابن آدم كيف يرق قلبك و إنما همتك آخر السورة ؟! )
قال ابن مفلح رحمه الله ( أقل الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة , و أكمله أن يرتل القراءة و يتوقف فيها . )
9- الجهر بالقراءة :
عن ابو هريرة قال : " ليس منّا من لم يتغن بالقرآن يجهر به "
و عنه ايضاً قال أنه سمع النبي ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : ( ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت أن يجهر بالقرآن . )
قال ابن عباس لرجل ذكر انه يسرع القراءة : ( إن كنت فاعلاً فاقرأ قراءة تسمعها أذنك و يعيها قلبك . ) منقول من منتدى الفراش
نسأل الله أن ينفعنا بالقرآن، وأن يجعله لنا إماماً وحجة، وأن يجعله ربيع قلوبنا وجلاء أحزاننا إنه على ما يشاء
قدير .