موقع صيد الفوائد
عبادة العمر
لو كان العـــلم يدرك بالمنى *** ما كان يبقى بالبرية جاهل
فاجهد ولا تكسل ولا تك غافلا *** فندامة العقبى لمن يتكاسل
• أخي الشاب ـ زادك الله حرصاً وتوفيقاً ـ :
إن طلب العلم .. وثني الركب عند العلماء الراسخين..واقتناص الفوائد الشوارد من أفواههم وتقييدها..من أهم المهمات..وأجل العبادات.. يقول تعالى : فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون..
• فبه ـ أي : بطلب العلم ـ تسد باب الشبهات التي قد تفسد عليك قلبك ـ نسأل الله تعالى السلامة ـ .. وبه ترضي الرحمن.. وتدحر الشيطان..يقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين" (أخرجه الشيخان من حديث معاوية).
• لكن المعضلة الكبيرة والمشكلة الخطيرة؛ هي انصراف أكثر شباب الصحوة عن هذا العلم..والتعذر عن ذلك بالانشغال في دعوة أو عمل أو وظيفة أو نشاط ...!!!
• فما هذا ـ والله إلا خور الهمة.. وقلة الفقه .. وسوء التدبير.. وقصور التفكير.. فقل لي بربك أي دعوة أو عمل ستقوم بها بلا علم ؟؟!!
علم العليم وعقل العاقل اختـلفا *** أي الذي منهما قد أحـرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحـــرزت غايته *** والعـقل قال أنا الرحمن بي عرفا
فأفصح العلم إفصـاحاً وقال لـه *** بــأينـا الله في فـرقانه اتصـفا
فبـان للعقــل أن العـلم سيده *** وقبل العقـل رأس العلم وانصرفا
• يقول الله جل جلاله لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ : وقل ربي زدني علما، قال سفيان بن عيينة : فلم يزل ـ صلى الله عليه وسلم ـ في زيادة حتى توفاه الله تعالى.
• أخي الشاب ـ وفقك الله لما يحب ويرضى ـ :
اعلم أن كل شيء إذا كثر رخص إلا العلم فإنه إذا كثر غلا.. فهذه بعض الإشارات اليسيرة ، والهمسات السريعة، والوصايا النافعة:
قد تنطلق في طريق طلب العلم فتعرض لك نية فاسدة (حب تصدر ـ رياء ـ عجب ـ ...): فاستعن بالله وجاهد نفسك فهذا الدارقطني ـ أمير المؤمنين في الحديث ـ يقول : طلبنا العلم لغير الله فأبى العلم أن يكون إلا لله..
احذر من عدم العمل بالعلم ؛ فإن فعلت فهو سبب لمحق بركة العلم.. يقول علي ـ رضي الله عنه ـ (يهتف العلم بالعمل فإن أجابه و إلا ارتحل ).. وليس العلم ما حفظ إنما العلم ما نفع..
احذر من أن تدعي علم ما لم تعلم ، وعليك بـ (لا أعلم ) ..فهي ـ كما قيل ـ نصف العلم ؛ ويقول ابن عباس :إذا أخطأ العالم لا أدري أصيبت مقاتله..
من كانت بدايته محرقة كانت نهايته مشرقة ، فقد قيل للشعبي ـ رحمه الله ـ : من أين لك هذا العلم ؟؟ فقال : بنفي الاعتماد ، والسير في البلاد ، وصبر كصبر الجماد ، وبكور كبكور الغراب..
إذا كان يؤذيك حر المصـيف *** ويبس الخريف وبرد الشتا
ويلهيك حسن زمان الربيـع *** فأخذك للعـلم قل لي متى؟؟
إياك والحسد .. فهو حجاب كثيف عن العلم ..ومانع عظيم عن تحصيله..وإن كان ولابد فعليك بكتمانه ؛ يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
ما خلا جسد من حسد ولكن الكريم يخفيه واللئيم يبديه ـ والله المستعان وعليه التكلان ـ..
إياك والتذرع بكثرة الأشغال عن تحصيل العلم ، فقد قال عمرـ رضي الله عنه ـ تفقهوا قبل أن تسودوا )،[رواه البخاري تعليقاً مجزوماً به] ؛ وقال ـ أي البخاري ـ : وبعد أن تسودوا فقد تعلم أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كبر سنهم..
وأخيراً.. حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق..ومن أراد الاستزادة فليرجع إلى مظان هذه الوصايا..
وميض : ـ
كان بعض السلف يتحسر ويقول : إذا مر علي يوم لم أزدد فيه علماً فلا بورك لي فيه..