انا لله وانا اليه راجعون توفي ابن الشيخ عبد الرحيم النابلسي

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ .أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ )

انتقل إلى رحمه الله تعالى عاصم ابن شيخنا عبدالرحيم نبولسي حفظه الله عن عمر يناهز السابعة بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الدم

ولقد كان شيخنا -أعظم الله أجره- من الصابرين،فقد رأيت منه في أيام مرض ابنه اقبالاً على الله ورجاءً فيه مع سرور وانشراح صدر ورضى بقضاء الله وقدره

وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم،ومن يرد الله به خيراً يصب منه.

فعظم الله أجركم وأحسن الله عزائكم شيخي الحبيب

اللهم ارحم عاصماً اللهم أعذه من عذاب القبر
اللهم اجعله فرطا وذخرا لوالديه،وشفيعا مجابا،اللهم ثقل به موازينهما وأعظم به أجورهما وألحقه بصالح المؤمنين واجعله في كفالة إبراهيم،وقه برحمتك عذاب الجحيم،وأبدله دارا خيرا من داره،واهلا خيرا من أهله اللهم اغفر لأسلافنا وأفراطنا ومن سبقنا بالإيمان
اللهم اجعله لنا فرطا وسلفا وأجرا

والحمد لله على كل حال

الحمد لله كثيرا كما انعم علينا كثيرا

اليوم بعد صلاة العصر التقيت الأخ هشام الراجعي الذي أخبرني بالخبر ثم توجهنا مع بعض الشيوخ الى منزل الشيخ لتعزيته في هذا المصاب الجلل ..

.. استقبلنا الشيخ و معالم التأثر واضحة عليه حفظه الله .. عزيناه في مصابه و هاتفه لا يكاد يتوقف من كثرة الإتصالات التي تحمل التعازي ... ثم بعد وقت قصير دخل رجلان يبدو عليهما أنهما من أهل العلم لم أتعرف عليهما ولكن رأيت الإخوة يجلون أحدهم حثى أن أحد الشيوخ ممن كان حاضرا فرح بلقائه كثيرا و ذكره بأنه لم ينس كلمته الرائعة في وليمة زواج الشيخ محمد عبد الرحمان المغراوي حفظه الله في السبعينات ... لم يمض وقت طويل حثى بدأ هذا الأخير(وكان اسمه السي عبد السلام ) في التذكير بما يقتضيه الحال من لزوم الصبر و التسليم لقضاء الله .. و شاركت في الكلام بمداخلتين إحداها أفزعت الشيخ عبد الرحيم حثى رفع يده فوق رأسه وكانت عن الإخلاص في التسليم حيث أخبرتهم قصة أحد من كان يدعي التسليم لقضاء الله بعد أن فقد ابنه الأول و ادعاه أيضا بعد أن فقد ابنه الثاني و لكن عندما ابتلاه الله بأخذ الابن الثالث صعد السطح وهو يقول رافعا بصره للسماء أنت تتحداني ( نسأل الله السلامة) .. والثانية نقلت فيها قولة الحسن البصري رحمه الله ( إن تبتلينا يارب .. تفضحنا و تهتك أستارنا ) ..
المهم أن المجلس كان مما يود المرء أن يطول ويطول .. وفيه رأيت تواضع الشيخ النبولسي و تودده لوالده .. وفيه أخبرنا الشيخ حفظه الله عن بعض ما قاله له ابنه عاصم قبل أن يموت ..
فقد قال له وهم في فرنسا ( بابا ... أخرجني من بلاد الكفر .. لا أريد أن أموت فيها ) .. وقال له في مقام أخر ( سمح ليا أبابا .. عذبتك معايا .. فقال له الشيخ .. لا يا ابني لم أتعذب معك .. فقال له الابن .. بل عذبتك و إني ميت اليوم أو غدا .. وكان بالفعل ذلك في الغد ) روى الشيخ ذلك وهو متأثر جدا حثى أنه ارتمى (وهو يبكي بكاء حارا) على قدمي السي عبد السلام الذي أشرت له أنفا حين ذكره بحديث من فقد ابنه فصبر دخل الجنة ..
بعد مضي وقت قصير انصرفنا جميعا وودعنا الشيخ الذي كان في غاية اللطف معنا ... ولم أنس نقل تعازيكم له .. وقد شكركم ودعا لكم جميعا و سألكم الدعاء و الاستغفار له

بعد أن ابتعدنا عن المنزل قليلا سألنا الشيخ محمد بن ادريس الجزولي أنا و ابنه عن الشيخ الذي كان اسمه السي عبد السلام من يكون ... فأخبرنا أنه الدكتور عبد السلام الخرشي حفظه الله (*) وهنا كانت المفاجأة التي نزلت علينا كالماء البارد .. أكنا بين يدي عالم جليل من علماء المغرب الحبيب ولا ندري .. أخبرت صديقي أني ندمت على مداخلتي بين يديه .. لكنه طمأنني بأنها كانت جميلة و في محلها .. ثم انصرفنا و نحن نحمد الله أن يسر لنا تعزية شيخ الإقراء في المغرب الأقصى و الجلوس بين يدي عالم من علمائه .. الشيخ عبد السلام الخرشي حفظه الله ...

للإشارة فالشيخ مولاي المصطفى البويحياوي و الشيخ عمر القزابري كانا عندنا في الحي صباح اليوم وقد جاءا لتعزية الشيخ النبولسي في فقد ابنه ...

--------------------------------------------------------------

(*) أشير الى أن للشيخ عبد السلام الخرشي كتابا رائعا هو كتاب فقه المساكين .. وقد نفدت طبعته الأولى و خرجت طبعته الثانية بعد ازدياد الطلب عليها

إنا لله وإنا إليه راجعون لله ما أخد و لله ما أعطى هذه

وديعة لله سحانه وتعالى وحان وقت استردادها

اساله سبحانه وتعالى ان يرمي على قلب والديه الصبر والسلوان

اللهم اغفر له وأرحمه واعف

عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من

الذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.. اللهم آآآآآآآآآآآمين

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شئ عنده بأجل مسمى

اللهم ثبت أهله ولا تفتنهم بعده واغفر له ولهم ولجميع المسلمين

أخ ابن عامر أسأل الله أن تلتقي بهذا الشيخ الجليل في مناسبات أفضل


بارك الله بك

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تعاهد هذا الشيخ الفاضل بالسؤال والاتصال بين الحين والاخر فهذا من حقه عليك
فهو قد أعدكم لمثل هذا

فان كان قد فقد ابنا فهو قد ربى أجيال تحمل كتاب الله

ليرى فيكم ابنه الذي فقده وإن استطعتم أن تساعدوه في أبسط احتياجاته فلا تقصروا

هذا حقه عليكم

بارك الله بكم