| ثلاثون وقفة في فن الدعوة | |
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
جوهرة البحار مشرفة ومراقبة ركن القوارير
عدد الرسائل : 254 العمر : 53 البلاد : لندن- بريطانيا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الأحد أغسطس 31, 2008 1:08 am | |
|
ثلاثون وقفة في فن الدعوة
بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة إن الحمد لله ، نحمده ونستغفره ، ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أما بعد :
فإن الدعوة فن يجيده الدعاة الصادقون ، كفن البناء للبناة المهرة ، وفن الصناعة للصناعة الحذاق ، وكان لزاما على الدعاة أن يحملوا هموم الدعوة ، ويجيدوا إيصالها للناس ، لأنهم ورثة محمد صلى الله عليه وسلم .
ولابد للدعاة أن يدرسوا الدعوة ، لوازمها ، ونتائجها ، وأساليبها ، وما يجد في الدعوة ، وكان لزاما عليهم أن يتقوا الله في الميثاق الذي حملوه من معلم الخير صلى الله عليه وسلم النبي صلي الله عليه وسلم فإنهم ورثة الأنبياء والرسل ، وهم أهل الأمانة الملقاة على عواتقهم
فإذا علم ذلك فإن أي خطأ يرتكبه الداعية فإن ذلك سيؤثر في الأمة ، وسيكون الدعاة هم المسئولون بالدرجة الأولى عما يحدث من خطأ أو يرتكب من فشل ؛ بسبب أنهم هم رواد السفينة التي إذا قادوها إلى بر الأمان نجت بإذن الله .
لذا فإن على الدعاة آدابا لابد أن يتحلوا بها حتى يكونوا رسل هداية ، ومشاعل حق وخير ، يؤدون الرسالة كما أرادها الله .
1ـ الإخلاص في الدعوة :
إن الإخلاص في العمل هو أساس النجاح فيه ، لذا فإن على الدعاة الإخلاص في دعوتهم ، وأن يقصدوا ربهم في عملهم ، وألا يتطلعوا إلى مكاسب دنيوية زائلة إلى حطام فان ، ولسان الواحد منهم يقول : ( مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ)(الفرقان: 57) . (قُلْ مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ)(سـبأ: 47).فلا يطلب الداعي منصبا ، ولا مكانا ، ولا منزلة ، ولا شهرة ، بل يريد بعمله وجه الواحد الأحد . (( خذ كل دنياكم ، واتركوا فؤادي حرا طليقا غريبا ، فإني أعظمكم ثروة ، وإن خلتموني وحيدا سليبا )) .
2ـ تحديد الهدف :
يجب أن يكون هدف الداعية واضحا أمامه ، وهو إقامة الدين وهيمنة الصلاح ، وإنهاء أو تقليص الفساد في العالم ( أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ)(هود: 88 ) .
3ـ التحلي بصفات المجاهدين :
الداعية كالمجاهد في سبيل الله ، فكما أن ذاك على ثغر من الثغور ، فهذا على ثغر من الثغور ، وكما أن المجاهد يقاتل في سبيل أعداء الله ، فهذا يقاتل أعداء الله من الذين يريدون تسيير الشهوات والشبهات ، ، وإغواء الجيل ، وانحطاط الأمة ، وإيقاعها في حماة الرذيلة . ( وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً)(النساء: 27) .
فيجب على الداعية التحلي بما يتحلى به المجاهد ، وأن يصابر الأعداء فيضرب الرقاب . ( حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا )(محمد: 4) .
4ـ طلب العلم النافع :
يلزم الداعية أن يطلب العلم النافع الموروث عن معلم الخير صلى الله عليه وسلم ، ليدعو على بصيرة ؛ فإن الله قال في محكم تنزيله : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108).
قال مجاهد (( البصيرة : أي العلم )) ، وقال غيره : (( البصيرة : أي الحكمة )) .. وقال آخر : (( البصيرة : التوحيد )) .
والحقيقة أن المعاني الثلاثة متداخلة ، ولابد للداعي أن يكون موحد للواحد الأحد ، لا يخاف إلا من الله ، ولا يرجو إلا الله ، ولا يرهب إلا الله ، ولا يكون أحد أشد حبا له من الله ـ عز وجل .
ولابد أن يكون ذا علم نافع ، وهو علم قال الله وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ليدعو الناس على بصيرة ، فيحفظ كتاب الله أو ما تيسير من كتاب الله ـ عز وجل ـ ويعنى بالأحاديث عناية فائقة فيخرجها ، ويصح المصحح منها ، ويضعف الضعيف حتى يثق الناس بعلمه النبي صلي الله عليه وسلم ويعلم الناس أن يحترم أفكارهم ، وأن يحترم حضورهم ، فيجب أن الجمهور بأن يحضر لهم علما نافعا ، جديد بناء ، مرسوما على منهج أهل السنة والجماعة .
كذلك علي الداعية أن يكون حريصاً علي أوقاته في حله وترحاله، في إقامته وسفره، في مجالسه، فيناقش المسائل النبي صلي الله عليه وسلم ويبحث مع طلبة العلم، ويحترم الكبير، ويستفيد من ذوي العلم، ومن ذوي التجربة والعقل.
إذا فعل ذلك سدد الله سهامه، ونفع بكلامه، وأقام حجته، وأقام برهانه.
يتبع ان شاء الله...
| |
|
| |
راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الأحد أغسطس 31, 2008 2:19 am | |
| جزاك الله خير وبارك الله فيك | |
|
| |
جوهرة البحار مشرفة ومراقبة ركن القوارير
عدد الرسائل : 254 العمر : 53 البلاد : لندن- بريطانيا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الأحد أغسطس 31, 2008 2:08 pm | |
| - الأنس بالله كتب:
- جزاك الله خير وبارك الله فيك
و فيك بارك الرحمن ياغالية
جزاك الله الفردوس الاعلى
على مرورك الطر و ردك الطيب
شكرا للمتابعة. | |
|
| |
جوهرة البحار مشرفة ومراقبة ركن القوارير
عدد الرسائل : 254 العمر : 53 البلاد : لندن- بريطانيا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الأحد أغسطس 31, 2008 2:20 pm | |
|
5- ألا يعيش المثاليات:
ومما ينبغي علي الداعية ألا يعيش المثاليات، وأن يعلم أنه مقصر، وان الناس مقصرون، قال سبحانه وتعالي:(( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ )(النور: الآية21) . فهو الكامل سبحانه وتعالى وحده، والنقص لنا، ذهب الله بالكمال، وأبقي كل نقص لذلك الإنسان، فما دام أن الإنسان خلق من نقص فعلي الداعية أن يتعامل معه علي هذا الاعتبار سواء كانوا رجالاً أو شباباً أو نساء، قال سبحانه وتعالي: ( إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ)(لنجم: الآية32).
فما دام الله قد أنشأكم من الأرض ، من الطين، من التراب، فأنتم ناقصون لا محالة، ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع الناس علي أنهم ناقصون، وعلي أنهم مقصرون، يري المقصر منهم فيعينه ويساعده ويشجعه، ويأخذ بيده إلي الطريق.
والداعية الذي يعيش المثاليات لا يصلح للناس، فإنه يتصور في الخيال أن الناس ملائكة، الخلاف بينهم وبين الملائكة الأكل والشرب!!وهذا خطأ ، خاصة في مثل القرن الخامس عشر الذي لا يوجد فيه محمد صلي الله عليه وسلم ولا الصحابة الأخيار ، وقل أهل العلم، وكثرت الشبهات، وانحدرت علينا البدع من كل مكان ، وأغرقنا بالشبهات، ،وحاربتنا وسائل مدروسة، درست في مجالس عالمية وراءها الصهيونية العالمية وأذنابها!!
فحق علي العالم، وحق علي الداعية أن يتعامل مع هذا الجيل ويتوقع منه الخطأ، ويعلم أن الإنسان سوف يحيد عن الطريق؛ فلا يعيش المثاليات .
6- عدم اليأس من رحمة الله:
يجب علي الداعية ألا يغضب إن طرح عليه شباب مشكلة، وأنه وقع في معصية، فقد أتي الرسول صلي الله عليه وسلم برجل شرب الخمر وهو من الصحابة أكثر من خمسين مرة!!
ثبت هذا في الصحيح، فلما أتي به ليقام عليه الحد، قال بعض الصحابة: أخزه الله، ما أكثر ما يؤتي به! فغضب عليه الصلاة والسلام، وقال للرجل: (( لا تقل ذلك لا تعن الشيطان عليه، والذي نفسي بيده، ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله)).
فما احسن الحكمة، وما أعظم التوجيه!!
لذلك نقول دائماً: لا تيأس من الناس مهما بدرت منهم المعاصي والمخالفات والأخطاء، واعتبر أنهم أمل هذه الأمة، وأنهم في يوم من الأيام سوف تفتح لهم أبواب التوبة، وسوف تراهم صادقين مخلصين، تائبين متوضئين.
وينبغي علي الداعية ألا ييأس من استجابة الناس، بل عليه أن يصبر ويثابر، ويسأل الله لهم الهداية في السجود، ولا يستعجل عليهم، فإن رسولنا صلي الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاثة عشرة سنة يدعو إلي (( لا إله إلا الله))، فلم ييأس مع كثرة الإيذاء!! ومع كثرة السب!! ومع كثرة الشتم!! واعلم أن ما يتعرض له من صعوبات لا يقارن بما تعرض له النبي صلي الله عليه وسلم ، مع ذلك صبر وتحمل كل ذلك ولم يغضب، حتى أتاه ملك الجبال! فقال له: يا محمد، إن الله قد سمع قول قومك لك، وأنا ملك الجبال، وقد بعثتي ربك إليك لتأمرني بأمرك، فما شئت، إن شئت أن أطبق عليهم الأخشبين؟ فقال له رسول صلي الله عليه وسلم : ((بل أرجو أن يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله وحده، لا يشرك به شيئاً)).
فأخرج الله من أصلاب الكفرة القادة ، فمن صلب الوليد بن المغيرة: خالد بن الوليد، ومن صلب أبي جهل: عكرمة بن أبي جهل.
فما احسن الطريقة، وما أحسن ألا يياس الداعية؛ وأن يعلم أن العاصي قد يتحول بعد عصيانه إلي إمام مسجد! أو إلي خطيب ! أو إلي عالم!
من الذي ما أساء قط؟! ومن له الحسنى فقط؟!
ومن ذا الذي تـرضي سجــاياه كلهـــا
كفي المرء نبلاً أن تعد معايبه!
تــريد مهـذبــاً لا عيــــب فيه
وهــل عود يفوح بلا دخـان؟!
هذا لا يصلح علي منهج الكتاب والسنة.
فلا تقنط من رحمة الله فإن رحمة الله وسعت كل شي، وهو الرحمن الرحيم، الذي يقول في الحديث القدسي الذي رواه أحمد والترمزي بسند حسن : (( يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني إلا غفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك، ولا أبالي، يا ابن آدم ، لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بها مغفرة)).
وعلي الداعية ألا ييأس من المدعوين بسبب معاصيهم وإنما عليه أن يعايش الجميع، الكبير والصغير، الصالح والطالح، المطيع والعاصى ، ولتعلم أن هذا العاصي قد يكون في يوم الأيام من رجال الدعوة ، وقد يكون من أولياء الله ، فلا تيأس، وعليك أن تتدرج معه، وأن تأخذ بيده رويداً رويداً، وألا تجابهه، وألا تقاطعه.
جاء وفد ثقيف إلي الرسول صلي الله عليه وسلم فدعاهم إلي الدين فقالوا. نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله ، ولكن أما الصلاة فلا نصلي! وأما الزكاة فلا تزكي! ولا نجاهد في سيبل الله!!
فقال النبي صلي الله عليه وسلم : (( أما الصلاة، فلا خير في دين لا صلاة فيه)) وأما الصدقة والجهاد فقد قال صلي الله عليه وسلم بعد ذلك: (( سيتصدقون ويجاهدون إذا اسلموا)).
فاسلموا ، فأدخل الله الإيمان في قلوبهم، فصلوا وزكوا وجاهدوا، وقتل بعضهم وراء نهر سيحون وجيحون في سبيل الله! وقتل بعضهم في قندهار.
فلا ييأس الإنسان من دعوة الناس إلي سبيل الله سبحانه وتعالي، وليعلم أنهم في مرحلة من المراحل سوف يهتدون وسوف يعودون إلي الله سبحانه وتعالي.
فلا تقنط شارب الخمر من توبته إلي الله، ولا تقنط السارق ولا الزاني، ولا القاتل ، بل حبببهم إلي الهداية، وقل لهم هناك رب رحيم، يقول في محكم التنزيل: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران:135) .
قال علي رضي الله عنه وأرضاه: (( الحكم من لا يقنط الناس من رحمة الله، ولا يورطهم في معصية الله)).
ومن آداب الداعية كذلك ألا يهون علي الناس المعاصي ، بل يخوفهم من الواحد الأحد، فيكون في دعوته وسطاً بين الخوف والرجاء، فإن بعض الدعاة قد يتساهل مع بعض الناس في المعاصي! كلما ارتكبت كبيرة قال: (( سهلة))! وكلما أتى بأخطاء قال: (( أمرها بسيط))!
أفلا يعلم أن هناك رباً يغضب إذا انتهكت حدوده؟! وأن هناك سلطاناً عظيماً علي العرش استوي، لا يرضى أن تنتهك محارمه، وقد صح في الحديث الصحيح أن الرسول صلي الله عليه وسلم قال: (( تعجبون من غيرة سعد؟ والذي نفسي بيده، إني أغير من سعد، وإن الله أغير مني)).
وقد ورد من صفاته ـ سبحانه وتعالي ـ كما في الصحيح من حديث ابن مسعود : (( إن الله غيور ، ومن غيرته سبحانه وتعالي أنه يغار علي عبده المؤمن أن يزني ، وعلي أمته المؤمنة أن تزني)).
يتبع ان شاء الله ...
| |
|
| |
راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الإثنين سبتمبر 01, 2008 1:36 am | |
| | |
|
| |
جوهرة البحار مشرفة ومراقبة ركن القوارير
عدد الرسائل : 254 العمر : 53 البلاد : لندن- بريطانيا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 12:40 am | |
| - الأنس بالله كتب:
- بارك الله بك
و فيك بارك الرحمن ياغالية ..
تشرفت بمرورك و ردك الطيب
شكرا على المتابعة. | |
|
| |
جوهرة البحار مشرفة ومراقبة ركن القوارير
عدد الرسائل : 254 العمر : 53 البلاد : لندن- بريطانيا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 12:48 am | |
|
7- عدم الهجوم علي الأشخاص بأسمائهم:
من مواصفات الداعية ألا يهاجم الأشخاص بأسمائهم، فلا ينبذهم علي المنابر بأسمائهم أمام الناس، بل يفعل كما فعل الرسول صلي الله عليه وسلم ويقول : (( ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا)). فيعرف صاحب الخطأ خطأه ولكن لا يشهر به.
أما إن كان هناك رجل جاهر الله بكتاباته أو بانحرافه أو بأدبه أو ببدعته، أو بدعوته إلي المجون ن فهذا لا باس أن يشهر به عند أهل العلم، حتى يبين خطره، فقد شهر أهل العلم بالجهم بن صفوان، وقال ابن المبارك في الجهم: هذا المجرم الذي قاد الأمة إلي الهاوي، وابتدع بدعة في الدين قال: عجبت لدجال دعا الناس إلي النار. واشتق اسمه من جهنم، وشهروا كذلك بالجعد بن درهم، وكتبوا أسماءهم في كتب الحديث، وحذروا الناس منهم في المجالس العامة والخاصة، فمثل هؤلاء يشهر بهم، أما الذين يتكتم علي أسمائهم فهم أناس أرادوا الخير فأخطأوا ، وأناس زلت بهم أقدامهم، وأناس أساءوا في مرحلة من المراحل، فهؤلاء لا تحاول أن تظهر أسماءهم في قائمة سوداء فقد يغريهم هذا إلي التمادي في الخطأ، وقد تأخذهم العزة بالإثم!
8- الداعية لا يزكي نفسه عند الناس:
علي الداعية ألا يزكي نفسه عند الناس، بل يعرف أنه مقصر مهما فعل ، ويحمد ربه سبحانه وتعالي أن جعله متحدثاً إلي الناس ، مبلغاً عن رسوله صلي الله عليه وسلم ، فيشكر الله علي هذه النعمة، فإن الله قال لرسوله صلي الله عليه وسلم : ( وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ )(النور: الآية21). وقال له في آخر المطاف بعد أن أدى الرسالة كاملة: (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً) (النصر:1-3)).
*قال أهل العلم: أمره أن يستغفر الله.
فلا يأتي الداعية فيزكي نفسه، ويقول : أنا آمركم دائماً وتصونني! وأنهاكم ولا تمتثلوا نهيي! وأنا دائماً ألاحظ عليكم.. وأنا دائماً أري، وأنا دائماً أيقول، أو أنا دائماً أحدث نفسي إلي متي تعصي هذه الأمة ربها ؟!
فيخرج نفسه من اللوم والعقاب ، وكأنه برئ!! فهاذ خطأ. بل يجعل الذنب واحداً ، والتقصير واحداً ، فيقول لهم: وقعنا كلنا في هذه المسألة، وأخطانا كلنا، والواجب علينا كلنا ، حتى لا يخرج نفسه من اللوم والعتاب ، فما نحن إلا أسرة واحدة، فربما يكون من الجالسين من هو أزكي من الداعية، ون هو أحب إلي الله، وأقرب إليه منه.
9- عدم الإحباط من كثرة الفساد والمفسدين:
فينبغي ألا يصاب الداعية بالإحباط، وألا يصاب بخيبة أمل، وهو يري الألوف تتجه إلي اللهو ، وإلي اللغو، والقلة القليلة تتجه غلي الدروس والمحاضرات، فهذه سنة الله في خلقه: ( وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً)(الأحزاب: الآية62) .
فإن الله ذكر في محكم تنزيله أن أهل المعصية أكثر، وأن الضلال أكثر، وأن المفسدين في الأرض أكثر، فقال : ( وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ)(سـبأ: الآية13) وقال: (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)(الأنعام: الآية116) وقال سبحانه وتعالي: (وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف:103) وقال : ( أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ)(يونس: الآية99) وقال: (لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية:22) ( لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ)(الأنعام: الآية66) ( إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلاغ)(الشورى: الآية 48 ). فنحن لا نملك سوطاً ولا عصي، ولا عذاباً ولا حبساً، إنما نملك حباً ودعوة وبسمة نقود الناس بها غلي جنة عرضها السموات والأرض ، فإن استجابوا حمدنا الله، وإن لم يستجيبوا ورفضوا أوكلنا أمرهم لله الذي يحاسبهم ـ سبحانه وتعالي.
قال بعض العلماء: (( الكفار في الأرض اكثر من المسلمين ، وأهل البدعة أكثر من أهل السنة، والمخلصون من أهل السنة اقل من غير المخلصين)).
ومن صفات الداعية أيضاً أنه يعيش واقع الناس ويقرأ حياتهم ويتعرف علي أخبارهم، وقال ـ سبحانه وتعالي ـ لرسوله صلي الله عليه وسلم : (وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ) (الأنعام:55) .
ومن حكمة الله ـ سبحانه وتعالي ـ أنه أحيا رسوله أربعين سنة في مكة، عاش في شعاب مكة، وفي أودية مكة، عرف مساربها ومداخلها، عرف الأطروحات التي وقعت في مكة، وعرف بيوت أهل مكة، واعترض الكفار. وقالوا: ( لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَك)(الأنعام: الآية8 ). فالله ـ سبحانه وتعالي ـ ذكر أنه لابد أن يكون بشراً ، يعيش آمال الناس، ويعيش هموم الناس ومشكلاتهم، ويعرف احتياجاتهم.
فحق علي الداعية أن يقرأ واقعه، ويستفيد من مجتمعه، وأن يعرف ماذا يدور في البلد؟ وماذا يقال؟ وما هي القضايا المطروحة؟ ويتعرف حتى علي الباعة، وعلي أصناف التجار، وعلي الفلاحين، وعلي طبقات الناس، وأن يلوح بطرفه في الأماكن ، وفي مجامع الناس، وفي الأسواق ، وفي المحلات، وفي الجامعات، وفي الأندية، حتى يكون صاحب خلفية قوية، يتكلم عن واقع يعرفه.
لذا جعل أهل العلم من لوازم الداعية إذا أتي إلي بلد أن يقرأ تاريخ هذا البلد، وكان بعض العلماء إذا سافروا إلي الخارج يأخذون مذكرات عن البلد، وعن تاريخه، وعن جغرافيته، وعن متنزهاته، ويتعرفون علي طبيعة أهله، وكيف يعيشون وماذا يحبون، وماذا يكرهون؟! ويتعرفون علي كيفية التربية في هذا البلد. حتى يتكلموا عن بصيرة.
10- عدم المزايدة علي كتاب الله:
فإن بعض الوعاظ والدعاة يحملهم الإشفاق والغيرة علي الدين علي أن يزيدوا عليه ما ليس فيه، فتجدهم إذا تكلموا عن معصية جعلوا عقابها أكثر مما جعله الله ـ عز وجل ـ حتى إن من يريد أن ينهي عن الدخان وعن شربه يقول مثلاً : (( يا عباد الله، إن من شرب الدخان حرم الله عليه الجنة، وكان جزاؤه جهنم يصلاها مذموماً مدحوراً))!!
هذا خطأ، لأن هناك موازين في الشريعة.. هناك شرك يخرج عن الملة. وهناك كبائر، وهناك صغائر، وهناك مباحات. قد جعل الله لكل شئ قدراً.
فوضع الندي في موضع السيف بالعلا
مضر كوضع السف في موضع الندي
فعلي الداعي ألا يهول علي الناس في جانب العقاب، كما عليه ألا يهول عليهم في جانب الحسنات كأن يستشهد بالحديث ـ وهو ضعيف ـ الذي يقول: (( صلاة بسواك أفضل من سبعين صلاة بلا سواك)). وحديث ـ وهو باطل ـ : (( من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله بني الله له سبعين قصراً في الجنة، في كل قصر سبعون حورية ، علي كل حورية سبعون وصيفاً، ويبقي سبعين من صلاة العصر إلي صلاة المغرب…))!
فالتهويل ليس بصحيح، بل يكون الإنسان متوناً في عباراته، يعرف أنه يوقع عن رب العالمين، وينقل عن معلم الخير صلي الله عليه وسلم.
يتبع إن شاء الله ...
| |
|
| |
راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الثلاثاء سبتمبر 02, 2008 3:09 am | |
| | |
|
| |
& ندى الأيام & عضو فعال
عدد الرسائل : 73 العمر : 43 المسجد المفضل : طالبة علم القارئ المفضل : أيمن سويد تاريخ التسجيل : 14/07/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الثلاثاء سبتمبر 09, 2008 3:40 pm | |
| جزاك الله خير على هذا الموضوع المميز | |
|
| |
جوهرة البحار مشرفة ومراقبة ركن القوارير
عدد الرسائل : 254 العمر : 53 البلاد : لندن- بريطانيا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة السبت سبتمبر 20, 2008 11:55 pm | |
| - الأنس بالله كتب:
- جزاك الله خير
و جزاك الرحمن الفردوس الاعلى
شكرا للمتابعة اخية.
| |
|
| |
جوهرة البحار مشرفة ومراقبة ركن القوارير
عدد الرسائل : 254 العمر : 53 البلاد : لندن- بريطانيا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الباسط عبد الصمد تاريخ التسجيل : 19/07/2008
| موضوع: رد: ثلاثون وقفة في فن الدعوة الأحد سبتمبر 21, 2008 1:30 am | |
| - ندى كتب:
- جزاك الله خير على هذا الموضوع المميز
و جزاك الرحمن خيرا كثيرا ياغالية
على المرور العطر و الرد الطيب
شكرا للمتابعة.
وفقك الله. | |
|
| |
| ثلاثون وقفة في فن الدعوة | |
|