موقع التجويد و القراءات |
|
| الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي | |
| | |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:13 am | |
| الدرة السادسة والعشرون
بعد أن أباح الله تعالى التعجل في الحج لمن اتقاه قال: {وَاتَّقُواْ اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ} (البقرة:203)
فالعلم بالجزاء من أعظم الدواعي لتقوى الله تعالى، فلهذا حث الله تعالى على العلم بذلك. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:15 am | |
| الدرة السابعة والعشرون
في قول موسى عليه السلام للخضر: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} (الكهف:66)
التأدب مع المعلم، وخطابه بألطف خطاب، وإقراره بأنه يتعلم منه، بخلاف ما عليه أهل الجفاء أو الكبر، الذي لا يظهر للمعلم افتقاره إلى علمه، بل يدعي أنه يتعاون هو وإياه، بل ربما ظن أنه يعلم معلمه، وهو جاهل جداً، فالذل للمعلم، وإظهار الحاجة إلى تعليمه، من أنفع شيء للمتعلم. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:16 am | |
| الدرة الثامنة والعشرون
إذا منع الله عباده المؤمنين شيئا تتعلق به إرادتهم، فتح لهم بابا أنفع لهم منه وأسهل وأولى،
كقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} (البقرة:106) وقوله: {وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ} (النساء:130)
وفي هذا المعنى آيات كثيرة . | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:18 am | |
| الدرة التاسعة والعشرون
قال الله تعالى عن نبيه زكريا عليه السلام: {قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيّاً}(مريم4)
"رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي" أي: وهى وضعف, وإذا ضعف العظم, الذي هو عماد البدن, ضعف غيره. "وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا" لأن الشيب دليل الضعف والكبر, ورسول الموت, ورائده, ونذيره. فتوسل إلى الله تعالى بضعفه وعجزه, وهذا من أحب الوسائل إلى الله, لأنه يدل التبري من الحول والقوة, وتعلق القلب بحول الله وقوته.
"وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا" أي: لم تكن يا رب تردني خائبا ولا محروما من الإجابة. بل لم تزل بي حفيا, ولدعائي مجيبا. ولم تزل ألطافك تتوالى علي, وإحسانك واصلا إلي. وهذا توسل إلى الله, بإنعامه عليه, وإجابة دعواته السابقة. فسأل الذي أحسن سابقا, أن يتمم إحسانه لاحقا. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:19 am | |
| الدرة الثلاثون
قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}آل عمران159
فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله، ويدعي اتباعه والإقتداء به، أن يكون كلاًّ على المسلمين، شرس الأخلاق، شديد الشكيمة عليهم، غليظ القلب، فظ القول، فظيعه؟! | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:22 am | |
| الدرة الحادية والثلاثون
قال الله تعالى: {وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ }الأنعام38
أي: جميع الحيوانات الأرضية والهوائية من البهائم والوحوش والطيور كلها " أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ " خلقناها كما خلقناكم، ورزقناها كما رزقناكم، ونفذت فيها مشيئتنا وقدرتنا، كما كانت نافذة فيكم. " مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ " أي: ما أهملنا ولا أغفلنا في اللوح المحفوظ شيئا من الأشياء،بل جميع الأشياء صغيرها وكبيرها مثبتة في اللوح المحفوظ على ما هي عليه،فتقع جميع الحوادث طبق ما جرى به القلم. وفي هذه الآية دليل على أن الكتاب الأول قد حوى جميع الكائنات، وهذا أحد مراتب القضاء والقدر، فإنها أربع مراتب:
* علم الله الشامل لجميع الأشياء، * وكتابه المحيط بجميع الموجودات، * ومشيئته وقدرته العامة النافذة في كل شيء، * وخلقه لجميع المخلوقات حتى أفعال العباد.
ويحتمل أن المراد بالكتاب هذا القرآن، أن المعنى كالمعنى في قوله تعالى: "وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ " .
وقوله: " ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " أي: جميع الأمم تجمع وتحشر إلى الله في موقف القيامة, في ذلك الموقف العظيم الهائل، فيجازيهم بعدله وإحسانه ويمضي عليهم حكمه الذي يحمده عليه الأولون والآخرون أهل الماء وأهل الأرض. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:24 am | |
| الدرة الثانية والثلاثون
قال الله تعالى في آية المواريث في سورة النساء: ( يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ..)(النساء:11)
أي: أولادكم - يا معشر الوالدين - عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم, لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلمونهم وتؤدبونهم, وتكفونهم عن المفاسد, وتأمرونهم بطاعة الله, وملازمة التقوى على الدوام كما قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ" فالأولاد - عند والديهم - موصى بهم.
فإما أن يقوموا بتلك الوصية, فلهم جزيل الثواب، وإما أن يضيعوها, فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب.
وهذا مما يدل على أن الله تعالى أرحم بعباده من الوالدين, حيث أوصى الوالدين - مع كمال شفقتهما - عليهم. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:25 am | |
| الدرة الثالثة والثلاثون
قال الله تعالى: (يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) (آل عمران:30)
فيه إرشاد إلى تطهير القلوب واستحضار علم الله كل وقت فيستحي العبد من ربه أن يرى قلبه محلا لكل فكر رديء... وأعاد تعالى تحذيرنا نفسه (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ) رأفة بنا ورحمة لئلا يطول علينا الأمد فتقسوا قلوبنا ..
وفيها الجمع بين الترغيب والترهيب (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ) | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:26 am | |
| الدرة الرابعة والثلاثون
قال الله تعالى: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) (آل عمران:33)
من الفائدة والحكمة في قصه علينا أخبار هؤلاء الأصفياء أن نحبهم ونقتدي بهم وأن لا نزال نزري أنفسنا بتأخرنا عنهم وعدم اتصافنا بصفاتهم.... | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:28 am | |
| الدرة الخامسة والثلاثون
قال الله تعالى: {قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ}الأنعام14
"قُلْ" لهؤلاء المشركين بالله: "أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا" من هؤلاء المخلوقات العاجزة, يتولاني, وينصرني؟!!. فلا, أتخذ من دونه تعالى وليا لأنه فاطر السماوات والأرض أي: خالقهما ومدبرهما.
"وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ" أي: وهو الرازق لجميع الخلق, عن غير حاجة منه تعالى اليهم. فكيف يليق أن أتخذ وليا غير الخالق الرزاق الغني الحميد؟!!
"قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ" لله بالتوحيد, وانقاد له بالطاعة؛ لأني أولى من غيري, بامتثال أوامر ربي.
"وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" أي: ونهيت أيضا عن أن أكون من المشركين, لا في اعتقادهم, ولا في مجالستهم: ولا في الاجتماع بهم فهذا أفرض الفروض علي وأوجب الواجبات. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:29 am | |
| الدرة السادسة والثلاثون
قال الله تعالى: {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} (آل عمران187)
هذا إخبار منه تعالى أنه أخذ عهد النبيين وميثاقهم كلهم، بسبب ما أعطاهم ومن به عليهم من الكتاب والحكمة المقتضي للقيام التام بحق الله وتوفيقه، أنه إن جاءهم رسول مصدق لما معهم, بما بعثوا به من التوحيد والحق والقسط, والأصول التي اتفقت عليها الشرائع, أنهم يؤمنون به وينصرونه. فأقروا على ذلك, واعترفوا, والتزموا, وأشهدهم, وشهد عليهم, وتوعد من خالف هذا الميثاق. وهذا أمر عام بين الأنبياء, أن جميعهم طريقهم واحد, وأن دعوة كل واحد منهم, قد اتفقوا وتعاقدوا عليها. وعموم ذلك, أنه أخذ على جميعهم الميثاق, بالإيمان, والنصرة لمحمد صلى الله عليه وسلم. فمن ادعى أنه من أتباعهم, فهذا دينهم الذي أخذه الله عليهم, وأقروا به واعترفوا. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:31 am | |
| الدرة السابعة والثلاثون
التأويل:
* أكثر وروده في القرآن بمعنى عاقبة الشيء وما يؤول إليه ووقت وقوعه مثل قوله:
{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ} [الأعراف:53] أي: وقوع المخبر به من العذاب .
وقوله: {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ} [يوسف:100] أي: هذا ما آلت إليه وهذا وقوعها.
* وقد يأتي بمعنى التفسير وهو قليل، ومنه على أحد التفسيرين:
{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ} [آل عمران:7]. أي: تفسيره، وعلى القول الآخر يكون من المعنى الأول، أي: وما يعلم حقيقة المخبر عنه إلا الله وحده، فعلى هذا المعنى يتعين الوقوف على (اللَّهِ)، وعلى المعنى الذي بمعنى التفسير يعطف عليه: {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} أي: فما يعلم تفسير المتشابه الذي يتشابه فهمه على أذهان أكثر الناس إلا الله وإلا أهل العلم، فإنهم يعلمون تأويله بهذا المعنى . | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 4:33 am | |
| الدرة الثامنة والثلاثون
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} (المائدة:67)
هذا أمر من الله لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم, بأعظم الأوامر وأجلها, وهو: التبليغ لما أنزل الله إليه. ويدخل في هذا, كل أمر تلقته الأمة عنه صلى الله عليه وسلم من العقائد, والأعمال, والأقوال, والأحكام الشرعية, والمطالب الإلهية. فبلغ صلى الله عليه وسلم أكمل تبليغ, ودعا, وأنذر, وبشر, ويسر, وعلم الجهال الأميين, حتى صاروا من العلماء الربانيين. وبلغ, بقوله, وفعله, وكتبه, ورسله. فلم يبق خير إلا دل أمته عليه, ولا شر إلا حذرها عنه. وشهد له بالتبليغ, أفاضل الأمة, من الصحابة, فمن بعدهم من أئمة الدين, ورجال المسلمين. "وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ" أي: لم تبلغ ما أنزل إليك من ربك "فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ" أي: فما امتثلت أمره. "وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ" هذه حماية وعصمة من الله, لرسوله من الناس, وأنه ينبغي أن يكون حرصك على التعليم والتبليغ, ولا يثنيك عنه خوف من المخلوقين فإن نواصيهـم بيد الله, وقد تكفل بعصمتك, فأنت إنما عليك البلاغ المبين, فمن اهتدى, فلنفسه. وأما الكافرون الذين لا قصد لهم إلا اتباع أهوائهم فإن الله لا يهديهم, ولا يوفقهم للخير, بسبب كفرهم. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 9:48 pm | |
| الدرة التاسعة والثلاثون
قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ} (الحجر:85)
أي: ما خلقناهما عبثا باطلا, كما يظن أعداء الله. بل ما خلقناهما "إِلَّا بِالْحَقِّ " الذي منه, أن تكونا بما فيهما دالتين على كمال خالقهما, واقتداره, وسعة رحمته, وحكمته, وعلمه المحيط, وأنه الذي لا تنبغي العبادة إلا له, وحده لا شريك له. "وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ " لا ريب فيها, لأن خلق السماوات والأرض ابتداء, أكبر من خلق الناس مرة أخرى. "فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ " وهو الصفح, الذي لا أذية فيه, بل قابل إساءة المسيء بالإحسان, وذنبه بالغفران, لتنال من ربك, جزيل الأجر والثواب, فإن كل ما هو آت فهو قريب. وقد ظهر لي معنى أحسن مما ذكرت هنا. وهو: أن المأمور به, هو الصفح الجميل, أي: الحسن الذي قد سلم من الحقد, والأذية القولية والفعلية. دون الصفح الذي ليس بجميل, وهو: الصفح في غير محله. فلا, يصفح, حيث اقتضى المقام العقوبة, كعقوبة المعتدين الظالمين, الذين لا ينفع فيهم إلا العقوبة, وهذا هو المعنى. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:06 pm | |
| الدرة الأربعون
قال الله تعالى: {وَهُوَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ} (الأنعام3)
أي: وهو المألوه المعبود, في السماوات وفي الأرض, فأهل السماء والأرض, متعبدون لربهم, خاضعون لعظمته, مستكينون لعزه وجلاله, الملائكة المقربون, والأنبياء والمرسلون, والصديقون, والشهداء والصالحون.
وهو تعالى, يعلم سركم وجهركم ويعلم ما تكسبون, فاحذروا معاصيه وارغبوا في الأعمال, التي تقربكم منه, وتدنيكم من رحمته, واحذروا من كل عمل يبعدكم منه, ومن رحمته. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:12 pm | |
| الدرة الحادية والأربعون
قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} (الملك:15)
الله وحده هو الذي جعل لكم الأرض سهلة ممهدة تستقرون عليها, فامشوا في نواحيها وجوانبها, وكلوا من رزق الله الذي يخرجه لكم منها, وإليه وحده البعث من قبوركم للحساب والجزاء.
وفي الآية إيماء إلى طلب الرزق والمكاسب, وفيها دلالة على وحدانية الله وقدرته, والتذكير بنعمه, والتحذير من الركون إلى الدنيا. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:22 pm | |
| الدرة الثانية والأربعون
قال الله تعالى: {مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَى شَيْءٍ ذَلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ} (سورة إبراهيم:18)
يخبر تعالى عن أعمال الكفار التي عملوها: إما أن المراد بها, الأعمال التي عملوها لله, بأنها في ذهابها وبطلانها واضمحلالها كاضمحلال الرماد, الذي هو أدق الأشياء وأخفها, إذا اشتدت به الريح في يوم عاصف شديد الهبوب, فإنه لا يبقى منه شيئا, ولا يقدر منه على شيء يذهب ويضمحل. فكذلك أعمال الكفار "لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ" ولا على مثقال ذرة منه, لأنه مبني على الكفر والتكذيب. "ذَلِكَ هُوَ الضَّلَالُ الْبَعِيدُ" حيث بطل سعيهم, واضمحل عملهم. وإما أن المراد بذلك, أعمال الكفار التي عملوها, ليكيدوا بها الحق. فإنهم يسعون ويكدحون في ذلك, ومكرهم عائد عليهم, ولن يضروا الله ورسله وجنده وما معهم, من الحق شيئا. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:27 pm | |
| الدرة الثالثة والأربعون
قال الله تعالى: قال الله تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}(آل عمران:26)
يأمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم أصلا, وغيره تبعا - أن يقول عن ربه, معلنا بتفرده بتصريف الأمور, وتدبير العالم العلوي والسفلي, واستحقاقه باختصاصه بالملك المطلق, والتصريف المحكم, وأنه يؤتي الملك من يشاء, وينزع الملك ممن يشاء, ويعز من يشاء, ويذل من يشاء. فليس الأمر بأماني أهل الكتاب ولا غيرهم, بل الأمر أمر الله, والتدبير له. فليس له معارض في تدبيره, ولا معاون في تقديره. وأنه كما أنه المتصرف بمداولة الأيام بين الناس, فهو المتصرف بنفس الزمان. وقوله: "بِيَدِكَ الْخَيْرُ" أي: الخير كله منك, ولا يأتي بالحسنات والخيرات, إلا الله. وأما الشر فإنه لا يضاف إلى الله تعالى, لا وصفا, ولا اسما, ولا فعلا. ولكنه يدخل في مفعولاته, ويندرج في قضائه وقدره. فالخير والشر, كله داخل في القضاء والقدر, فلا يقع في ملكه إلا ما شاءه. ولكن الشر لا يضاف إلى الله. فلا يقال: " بيدك الخير والشر " , بل يقال: "بيدك الخير" كما قاله الله, وقاله رسوله. وأما استدراك بعض المفسرين حيث قال: " وكذلك الشر بيد الله " فإنه وهم محض. ملحظهم, حيث ظنوا أن تخصيص الخير بالذكر, ينافي قضاءه وقدره العام, وجوابه ما فصلنا. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:29 pm | |
| الدرة الرابعة والأربعون
قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي اللّهِ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ} (النحل:41)
يخبر تعالى بفضل المؤمنين الممتحنين "والذين هاجروا في الله" أي : في سبيله وابتغاء مرضاته "من بعد ما ظلموا" بالأذية والمحنة من قومهم، الذين يفتنونهم ليردوهم إلى الكفر والشرك، فتركوا الأوطان والخلان، وانتقلوا عنها لأجل طاعة الرحمن، فذكر لهم ثوابين: ثوابا عاجلا في الدنيا، من الرزق الواسع، والعيش الهانيء، الذي رأوه عيانا، بعدما هاجروا، وانتصروا على أعدائهم، وافتتحوا البلدان، وغنموا منها الغنائم العظيمة، فتمولوا، وآتاهم الله في الدنيا حسنة.
"ولأجر الآخرة" الذي وعدهم الله على لسان رسوله خير و"أكبر" من أجر الدنيا كما قال تعالى: "الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم"
وقوله: "لو كانوا يعلمون" أي: لو كان لهم علم ويقين بما عند الله من الأجر والثواب لمن آمن به وهاجر في سبيله، لم يتخلف عن ذلك أحد.. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:35 pm | |
| الدرة الخامسة والأربعون
قال الله تعالى عن نبيه شعيب عليه السلام: {قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} (هود:88)
"إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ" أي: ليس لي من المقاصد, إلا أن تصلح أحوالكم, وتستقيم منافعكم, وليس لي من المقاصد الخاصة لي وحدي, شيء بحسب استطاعتي.
ولما كان هذا, فيه نوع تزكية للنفس, دفع هذا بقوله: "وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ" أي: ما يحصل لي من التوفيق لفعل الخير, والانفكاك عن الشر إلا بالله تعالى, لا بحولي, ولا بقوتي. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:38 pm | |
| الدرة السادسة والأربعون
لما ذكر الله الأنبياء وأثنى عليهم قال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام:90] .
تدل على اتباع جميع الأنبياء في جميع هداهم، والله هداهم في عقائدهم وأخلاقهم وأعمالهم وأقوالهم وأفعالهم، فكل أمر أثنى الله فيه على أحد من أنبيائه من عقد أو خلق أو عمل فإننا مأمورون بالاقتداء بهم ، وذلك من هداهم وهو أيضا من شريعتنا، فإن الله أمرنا بذلك، كما أمرنا بالأوصاف العامة التي تدخل فيها مفردات كثيرة. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:40 pm | |
| الدرة السابعة والأربعون
قوله تعالى: {وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا} [البقرة:189].
يؤخذ من عمومها اللفظي والمعنوي أن كل مطلوب من المطالب المهمة ينبغي أن يؤتى من بابه، وهو أقرب طريق ووسيلة يتوصل بها إليه، وذلك يقتضي معرفة الأسباب والوسائل معرفة تامة؛ ليسلك الأحسن منها والأقرب والأسهل، والأقرب نجاحا، لا فرق بين الأمور العلمية والعملية، ولا بين الأمور الدينية والدنيوية، ولا بين الأمور المتعدية والقاصرة، وهذا من الحكمة. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:41 pm | |
| الدرة الثامنة والأربعون
قال الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (النحل:90)
فالعدل الذي أمر الله به, يشمل العدل في حقه, وفي حق عباده. فالعدل في ذلك, أداء الحقوق كاملة موفورة, بأن يؤدي العبد ما أوجب الله عليه من الحقوق المالية والبدنية, والمركبة منهما, في حقه, وحق عباده. ويعامل الخلق بالعدل التام, فيؤدي كل وال, ما عليه, تحت ولايته, سواء في ذلك ولاية الإمامة الكبرى, وولاية القضاء, ونواب الخليفة, ونواب القاضي. والعدل هو: ما فرضه الله عليهم في كتابه, وعلى لسان رسوله, وأمرهم بسلوكه. ومن العدل في المعاملات, أن تعاملهم في عقود البيع والشراء وسائر المعاوضات, بإيفاء جميع ما عليك, فلا تبخس لهم حقا, ولا تغشهم, ولا تخدعهم وتظلمهم. فالعدل واجب, والإحسان فضيلة مستحبة, وذلك كنفع الناس, بالمال والبدن, والعلم, وغير ذلك من أنواع النفع, حتى يدخل فيه الإحسان إلى الحيوان البهيم المأكول, وغيره. وخص الله إيتاء ذوي القربى - وإن كان داخلا في العموم - لتأكد حقهم, وتعين صلتهم وبرهم, والحرص على ذلك. ويدخل في ذلك, جميع الأقارب, قريبهم, وبعيدهم, لكن كل من كان أقرب, كان أحق بالبر. وقوله: "وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ" وهو: كل ذنب عظيم, استفحشته الشرائع والفطر, كالشرك بالله, والقتل بغير حق, والزنا, والسرقة, والعجب, والكبر, واحتقار الخلق, وغير ذلك من الفواحش. ويدخل في المنكر, كل ذنب ومعصية, تتعلق بحق الله تعالى. وبالبغي, كل عدوان على الخلق, في الدماء, والأموال, والأعراض. فصارت هذه الآية جامعة لجميع المأمورات والمنهيات, لم يبق شيء, إلا دخل فيها. فهذه قاعدة ترجع إليها سائر الجزئيات. فكل مسألة مشتملة على عدل, أو إحسان, أو إيتاء ذي القربى, فهي مما أمر الله به. وكل مسألة مشتملة على فحشاء أو منكر, أو بغي, فهي مما نهى الله عنه. وبها يعلم حسن ما أمر الله به, وقبح ما نهى عنه. وبها يعتبر ما عند الناس من الأقوال, وترد إليها سائر الأحوال. فتبارك من جعل من كلامه, الهدى, والشفاء, والنور, والفرقان بين جميع الأشياء. ولهذا قال: "يَعِظُكُمْ" أي: بما بينه لكم في كتابه, بأمركم بما فيه غاية صلاحكم ونهيكم, عما فيه مضرتكم. "لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" ما يعظكم به, فتفهمونه وتعقلونه. فإنكم إذا تذكرتموه وعقلتموه, عملتم بمقتضاه, فسعدتم سعادة لا شقاوة معها. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:43 pm | |
| الدرة التاسعة والأربعون
قال الله تعالى: {مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} (النحل:96)
فآثروا ما يبقى على ما يفنى, فإن "مَا عِنْدَكُمْ" ولو كثر جدا, لا بد أن "يَنْفَدُ" ويفنى. "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ" ببقائه, لا يفنى ولا يزول. فليس بعاقل, من آثر الفاني الخسيس, على الباقي النفيس, وهذا كقوله تعالى: "بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى" وقال: "وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ" . وفي هذا, الحث والترغيب على الزهد في الدنيا. خصوصا, الزهد المتعين, وهو الزهد فيما يكون ضررا على العبد, ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه, وتقديمه على حق الله, فإن هذا الزهد واجب. ومن الدواعي للزهد, أن يقابل العبد لذات الدنيا وشهواتها بخيرات الآخرة. فإنه يجد من الفرق والتفاوت, ما يدعوه إلى إيثار أعلى الأمرين. وليس الزهد الممدوح, هو الانقطاع للعبادات القاصرة, كالصلاة, والصيام, والذكر ونحوها. | |
| | | راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: رد: الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي السبت سبتمبر 06, 2008 10:44 pm | |
| الدرة الخمسون
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} (الجمعة:9)
إذا أمر الله بترك البيع الذي ترغب فيه النفوس، وتحرص عليه، فترك غيره من الشواغل من باب أولى، كالصناعات وغيرها. | |
| | | | الدر المنثور -مختارات من تفسير ابن السعدي | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
مواضيع مماثلة | |
| |
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |
|