راجـــ الفردوس ـــية الادارة
عدد الرسائل : 1095 العمر : 43 البلاد : الفردوس الأعلى المسجد المفضل : المسجد الأقصى القارئ المفضل : القارئ محمود خليل الحصري تاريخ التسجيل : 14/06/2008
| موضوع: ماهو السن المناسب للشيخ المجيز ومتى يتصدر لإسماع الحديث الأربعاء نوفمبر 26, 2008 2:14 pm | |
| يقول العبد الفقير يحيى الغوثاني : روينا بأسانيدنا الكثيرة المتصلة إلى الحافظ العراقي قال في شرح ألفيته :
وقولي : ( ثم حيث احتيج لك في شيء اروه ) ، بيان للوقت الذي يحسن فيه التصدي للإسماع ، والتحديث .
فإن كان قد احتيج إلى ما عنده ، فقد اختلف فيه كلام الخطيب ، وابن الصلاح في الوجوب والاستحباب ، فلهذا أتيت فيه بصيغة الأمر الصالحة لهما في قولي : ( اروه ) .
قال الخطيب في كتاب " الجامع " : فإن احتيج إليه في رواية الحديث قبل أن يعلوا سنه فيجب عليه أن يحدث ، ولا يمتنع ؛ لأن نشر العلم عند الحاجة إليه لازم ، والممتنع من ذلك عاص آثم .
وقال ابن الصلاح : والذي نقوله أنه متى احتيج إلى ما عنده استحب له التصدي لروايته ، ونشره في أي سن كان . وروينا عن أبي محمد بن خلاد الرامهرمزي في كتابه " المحدث الفاصل " ، قال : الذي يصح عندي من طريق الأثر والنظر في الحد الذي إذا بلغه الناقل حسن به أن يحدث ؛ هو أن يستوفي الخمسين؛ لأنها انتهاء الكهولة،وفيها مجتمع الأشد. قال:
(( وليس بمستنكر أن يحدث عند استيفاء الأربعين؛ لأنها حد الاستواء ، ومنتهى الكمال، نبيء رسول الله- صلى الله عليه وسلم -، وهو ابن أربعين ، وفي الأربعين تتناهى عزيمة الإنسان وقوته ويتوفر عقله ويجود رأيه )) .
وتعقبه القاضي عياض في كتاب " الإلماع " ، فقال : واستحسانه هذا لا تقوم له حجة بما قال، وكم من السلف المتقدمين ، ومن بعدهم من المحدثين من لم ينته إلى هذا السن، ولا استوفى هذا العمر ، ومات قبله ، وقد نشر من العلم ، والحديث ما لا يحصى . هذا عمر بن عبد العزيز توفي ولم يكمل الأربعين ، وسعيد بن جبير لم يبلغ الخمسين . وكذلك إبراهيم النخعي
(3/106)
---------------------------------------------------------------------------
. وهذا مالك بن أنس قد جلس للناس ابن نيف وعشرين سنة ، وقيل : ابن سبع عشرة سنة ، والناس متوافرون، وشيوخه أحياء : ربيعة وابن شهاب وابن هرمز ونافع ومحمد بن المنكدر ، وغيرهم . وقد سمع منه ابن شهاب حديث الفريعة . ثم قال : وكذلك محمد بن إدريس الشافعي قد أخذ عنه العلم في سن الحداثة وانتصب لذلك في آخرين من الأئمة المتقدمين والمتأخرين . انتهى كلام القاضي عياض .
وقد روينا عن محمد بن بشار بندار ، أنه حدث وهو ابن ثماني عشرة سنة . وروينا عن أبي بكر الأعين ، قال : كتبنا عن محمد بن إسماعيل البخاري على باب محمد بن يوسف الفريابي،وما في وجهه من شعرة.
وروينا عن الخطيب قال: وقد حدثت أنا ولي عشرون سنة، كتب عني شيخنا أبو القاسم الأزهري أشياء في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة.انتهى.
وقد حدث شيخنا الحافظ أبو العباس أحمد بن مظفر ، وسنه ثماني عشرة سنة ، سمع منه الحافظ أبو عبد الله الذهبي سنة ثلاث وتسعين وستمائة ، وحدث عنه في "معجمه" بحديث من " الأفراد " للدارقطني ، وقال عقبه : أملاه علي ابن مظفر ، وهو أمرد .
وقد حدث شيخنا أبو الثناء محمود بن خليفة المنبجي وله عشرون سنة ، سمع منه شيخنا العلامة شيخ الإسلام تقي الدين السبكي أحاديث من " فضائل القرآن " ، لأبي عبيد .
قلت : وقد سمع مني صاحبنا العلامة أبو محمود محمد بن إبراهيم المقدسي ، ولي عشرون سنة ، سنة خمس وأربعين ، وقد سمع على شيخنا الحافظ عماد الدين بن كثير حديثا من " أمالي ابن سمعون " ، ولم أكمل يومئذ ثلاثين سنة ، سنة أربع وخمسين بدمشق .
(3/107)
-------------------------------------------------------------------------
وهذا ونحوه من رواية الأكابر عن الأصاغر . وقد حمل ابن الصلاح كلام ابن خلاد على محمل صحيح ، فقال : ما ذكره ابن خلاد غير مستنكر ، وهو محمول على أنه قاله فيمن يتصدى للتحديث ابتداء من نفسه من غير براعة في العلم تعجلت له قبل السن الذي ذكره .
فهذا إنما ينبغي له ذلك بعد استيفاء السن المذكور ، فإنه مظنة الاحتياج إلى ما عنده . قال : (( وأما الذين ذكرهم عياض ممن حدث قبل ذلك ، فالظاهر أن ذلك لبراعة منهم في العلم تقدمت ، ظهر لهم معها الاحتياج إليهم فحدثوا قبل ذلك ، أو لأنهم سئلوا ذلك ، إما بصريح السؤال ، وإما بقرينة الحال )) انتهى كلامه . | |
|