نور الايمان مشرفة قسم الدورات
عدد الرسائل : 356 تاريخ التسجيل : 17/07/2008
| موضوع: التقاء الساكنين - للشيخ عبد الرحمن جبريل الأحد مايو 31, 2009 9:07 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يعرض لقارئ الكلام العربي -قرآناً كان أو غيره- تجاوُرُ حرفين ساكنين سواء في اللفظ كما في: (قالت اخرج – فتيلاً انظر – قل الحمد)، أو في اللفظ والخط كما في: (الطامّة – الضالّين – الحاقّة) وصلاً ووقفاً، أو في الوقف على نحو: (ألم يأْنْ – تعلمونْ – ذئبْ – منْهْ).
ولكي تستقيم القراءة وتصح التلاوة فلا بُدَّ من معرفة طرق التعامل مع هذين الساكنين سواءً ما هو مجمعٌ عليه أو ما هو مختلف فيه، وذلك باتباع إحدى الطرق الآتية:
1.التخلص من التقاء الساكنين وذلك بتحريك أحدهما بإحدى الحركات الثلاث: الفتحة أو الضمة أو الكسرة. 2.التخلص من أحد الساكنين وذلك بحذفه نُطقاً. 3.زيادة إشباع المد للساكن الأول إذا كان من حروف المد أو اللين. 4.الجمع بين الساكنين فيما يمكن من غير إخلال بقاعدة أو بمعنى.
وإذا علمنا أن التقاء الساكنين قد يكون في كلمة واحدة وقد يكون في كلمتين؛ بحيث يكون الأول منهما آخر حرف منطوق من حروف الكلمة الأولى، ويكون الثاني أول حرف منطوق من حروف الكلمة الثانية –ذلك طبعاً عند قراءة الكلمتين موصولتين– فإنّ كل حالة أو صورة من هذا الالتقاء للساكنين لها طريقة يتم التعامل بها. وفيما يلي توضيح لأنواع هذه الصور، وكيفية أدائها أداءً صحيحاً يناسب قواعد اللغة العربية ويوافق أحكام التجويد العملية:
أولاً: الساكنان في كلمة واحدة للساكنين في كلمة واحدة عدة صور يمكن توضيحها فيما يلي:
الصورة الأولى: إذا كان الساكن الأول حرف مدّ أو حرف لين، وكان الساكن الثاني حرفاً ساكناً سكوناً أصليّاً مُظْهَراً كان أو مُدْغَماً؛ فإننا نزيد في تمكين أو إشباع المد للساكن الأول لكي يتميز الساكنان أحدهما من الآخر فلا يجتمعان. ومن أمثلته: (آمّين – جانّ – حادّ – الضالّين) هذا من الساكن المدغم، ومن أمثلة الساكن المظهر: الألف بين الكاف والفاء من (كهيعص) والياء بين السين والنون من (يس والقرآن) والواو بين النون والنون من (ن والقلم) عند مَنْ يظهرها، ومن أمثلة حرف اللين مع حرف مدغم (اللذينِّ – هاتينِّ) عند من يشدِّد النون.
وأما في فاتحتي سورة مريم وسورة الشورى وهو الياء من لفظ (عين) فهو مثال لحرف اللين مع الساكن المظهر (غير المشدَّد). قال أبو عمرو الداني: "البعض لا يبالغ في إشباع مد العين من فاتحتي مريم والشورى لانفتاح ما قبل العين، ومنهم من يبالغ في المد لأجل الساكنين، والمذهبان صحيحان جيدان. كما أن البعض يجعل المد عند المدغم المشدَّد أشبع مدّاً منه عند المظهَر، والبعض يُسوّي بينهما لكون الموجب موجود في النوعين وهو التقاء الساكنين" [كتاب التحديد للداني، ص 123، 125].
ومثل ذلك: إذا كان الساكن الأول حرف مدٍّ أو حرف لين وكان الساكن الثاني ساكناً سكوناً عارضاً كالوقف على: (خوف – نستعين – تعلمون – مآب)؛ فإنّنا نمد حرف المد –جوازاً– حركتين أو أربع أو ست حركات، لكن في الوصل يُمدّ مدّاً طبيعيّاً، أما وقفاً على نحو: (السماء – العلماء) فهو المسمى بالمتصل العارض للسكون ففيه نمدّ أربع أو خمس حركات وجوباً، أو نمدّ ست حركات جوازاً، أما وصلاً فيمد وجوباً أربع أو خمس حركات [المنير: ص 89].
الصورة الثانية: إذا كان الساكن الأول واو جماعة متصلة بالفعل المضارع المؤكد بالنون الثقيلة؛ فإننا نحذف هذه الواو للتخلص من التقاء الساكنين، كما في: (ولا يَصُدُّنّك- لتبعثُنَّ – لتُسْئَلُنَّ)؛ إذ الأصل: (ولا يصدونَّك - لتُبْعَثُونَّ – لتُسْألونَّ)، يلاحظ أن الفاعل لهذه الأفعال أو نائب الفاعل هو جمع وليس مفرداً، والفائدة من معرفة ذلك التفريق بينها وبين ما إذا كان الفاعل أو نائب الفاعل مُفرداً كما في: (لأصَّدَّقنَّ – لأوُتَيَنَّ – لأكيدَنَّ)، ففي هذه وأمثالها يكون الفعل المضارع مبنيّاً على الفتح لاتصاله بنون التوكيد وليس فيه التقاء ساكنين.
الصورة الثالثة: إذا كان الساكن الأول حرف الألف وهي عين الفعل الذي وزنه (أَفْعَلَ) نحو: (أراد – أصاب – أسال)، ثم أسندنا هذا الفعل إلى ضمير رفع نحو: (نا) التي للمتكلمين فإنه يُبنى على سكون الحرف الأخير فيجتمع عندها ساكنان: (أرادْنا – أصابْنا – أسالْنا)؛ فنتخلص من ذلك بحذف الساكن الأول وهو الألف فنقرأ: (أَرَدْنا – أصَبْنا – أسَلْنا).
ومثل ذلك الفعل (أَلَانَ)؛ فعند إسناده إلى الضمير (نا) فإن النونين تدغمان كما في قوله تعالى: {وأَلَنَّا له الحديد} [سبأ: 10].
الصورة الرابعة: إذا كان الساكنان حرفين صحيحين كما في: (يخصّمون – يهدّي – نعمّا) إذ الأصل (يختصمون – يهتدي – نِعم مَا)؛ فبعد إدغام التاء في الصاد من (يختصمون)، وإدغام التاء في الدال من (يهتدي)، وإدغام الميم في الميم من (نعم ما) يصبح في كل كلمة من هذه الكلمات ساكنان متجاوران، يتم التخلص من هذا الالتقاء بتحريك الساكن الأول بالكسر بحسب رواية حفص ومَن وافقه، أو بفتح الساكن الأول أو باختلاس حركته كما في روايات أخرى.
الصورة الخامسة: إذا كان الساكن الأول حرف الألف والساكن الثاني ياء إضافة (ياء المتكلم) نحو: (هدايَ – مثوايَ – رؤيايَ – عصايَ – فإيايَ)؛ فإننا نتخلص من التقاء الساكنين بتحريك ياء الإضافة بالفتح إذ هي الساكن الثاني.
ومثل ذلك: إذا أُبدلت الألف ياءً ثم أُدغمت في ياء الإضافة نحو: (إليَّ – عليَّ – لديَّ – لوالديَّ – بيديَّ – ابنتيَّ)؛ فإننا ننطق ياء الإضافة مشددة محركة بالفتح، بينما هي في الأصل: (إلايْ – علايْ – لدايْ – لوالدايْ – بيدايْ - ابنتايْ) فالألف ساكنة والياء ساكنة، فتلك إحدى صور التقاء الساكنين.
وقد يقول قائل: إن ياء الإضافة حَرَكَتُها الفتح كأصل وليست ساكنة. ونقول له: إن الفتح فعلاً هو أصل لكنه الأصل الثاني، وأما الأصل الأول فهو الإسكان لأنها مبنية، والأصل في البناء السكون [كتاب الإضاءة للشيخ الضباع، ص 53]. ومثل ذلك: ياء (بنين) المدغمة في ياء النسب بعد حذف النون للإضافة فتقرأ: (بَنِيَّ)، باستثناء قراءة حمزة بكسر ياء (بمصرخيِّ) على لغة بني يربوع من جزيرة العرب.
الصورة السادسة: إذا كان الساكن الأول حرف الياء من المنقوص نحو: (هادي – قاضي – باقي) ولحقه تنوين ضم أو تنوين كسر؛ ففي حالة الوصل يصبح لدينا ساكنان نتخلص من ذلك بحذف الياء فتقرأ: (هادٍ – قاضٍ – باقٍ).
فائدة: الوقف على: (هادٍ – غواشٍ – قاضٍ) وأمثالها يجوز أن يكون بالسكون المحض مع ثلاثة المدّ: (القصر والتوسط والطول)، ويجوز أن يكون بالروم مع قصر المدّ؛ وذلك لدخول التنوين على حرف متحرك بحركة أصلية.
الصورة السابعة: لفظ: (يومئذٍ) ولفظ: (حينئذٍ)؛ فالأصل أن الذال ساكنة فيهما، وإنما كسرت وصلاً من أجل ملاقاتها سكون التنوين، فإذا وقفنا عليها زال السبب الذي من أجله كُسرت الذال فعادت إلى أصلها وهو السكون، ولهذا لا يجوز الوقف عليها إلا بالسكون المحض، ولا يجوز الروم لأنه إشارة إلى حركة وهنا لا يوجد حركة كما أوضحنا شأن كل ساكن أو مجزوم أو مبني على السكون. وحتى لو تحرك بحركة عارضة فلا يلتفت إليها.
وأما لفظ: (هؤلاء) وأشباهه والألفاظ: (من قبْلُ، من بعْدُ، حيثُ) واللفظان (أينَ، كيفَ)، وبالتدقيق فيها نلاحظ أنه قد التقى في كلٍّ منها ساكنان، تم التخلص من هذا الالتقاء في حالة الوصل بتحريك الساكن الثاني بالكسر وهو الهمزة الأخيرة من: (هؤلاء)، وبتحريك اللام بالضم والتي هي الساكن الثاني في: (قبْلُ)، وبتحريك الدال أيضاً بالضم وهي الساكن الثاني في لفظ (بعْدُ)، وبتحريك الثاء وهي الساكن الثاني في لفظ: (حيثُ) بالضم أيضاً، وبتحريك نون (أين) وفاء (كيف) بالفتح لأن كلاًّ منهما يعتبر الساكن الثاني من لفظه.
ويلاحظ: إذا وقفنا على هذه الألفاظ أنه يجوز الجمع بين الساكنين كما يجوز روم الحركة المضمومة في: (قبلُ، بعدُ، حيثُ) وهي حركة الساكن الثاني؛ ذلك لأنها حركة أصلية وليست عارضة كالتي على ذال (حينئذ ويومئذ) فاعلم. [الكشف عن وجوه القراءات/ مكي بن أبي طالب، ج1، ص 277].
الصورة الثامنة: إذا كان الساكن الثاني متولداً من إدغام حرفين نحو: الدال مع الدال الثانية من: (تَوْدَدُ)؛ فتقرأ: (تَوَدُّ). ويلاحظ تحريك الواو وهي الساكن الأول بالفتح. وكما في: (أشقُقُ) بعد إدغام القاف في مثيلتها؛ تقرأ: (أشُقُّ). ويلاحظ تحريك الشين وهي الساكن الأول بالضم.
وأما المشدد المفتوح نحو: (ولكن البرَّ، من صدّ، عليهنّ)؛ فقد قال البعض بالوقوف عليه بالفتح من أجل الساكنين، وردّه ابن الجزري فقال: "والصواب الوقف عليه بالسكون مع التشديد على الجمع بين الساكنين إذ الجمع بينهما مغتفر مطلقاً".[كتاب النشر، ج2، ص127].
وأما المشدد المسبوق بحرف مدّ نحو: (صوافّ – دوابّ)؛ فيجوز الوقف عليه بالسكون لالتقاء الساكنين وذلك لأن المشدد في النطق حرف واحد وهو الساكن الثاني وإن كان بمثابة ساكنين لوحده وإذا جمع مع الألف قبله يصبح لدينا ثلاثة سواكن، إلا أن اللسان عند نطقها ينبو بها نبوةً واحدةً يسهل أداؤها مع الزيادة في مدّ الألف قبلها.
وليس ذلك كمن يقرأ بإبدال الهمزة الثانية حرف مدّ من: (أرأيت، أأنت)؛ إذ لا يستساغ الوقف عليها بالسكون لاجتماع ثلاثة سواكن كل منها يتطلب رياضة اللسان لضبط مخارجها وصفاتها وهو ما لا نحتاج إليه في الوقف على: (صواف) ونحوها كما أوضحناه آنفاً.[ملاحظة: أجاز بعض العلماء الوقف عليها بالإبدال على أن تمدَّ الياء، وهذا بخلاف (أأنت)].
الصورة التاسعة: وهي جواز الجمع بين الساكنين والنطق بهما ساكنين تماماً، وذلك في الأنواع التالية:
1.إذا كان الساكن الثاني هو الحرف الموقوف عليه آخر الكلمة، وكان الحرف الذي قبله ساكناً؛ فلا بأس من اجتماع الساكنين متجاورين نحو الوقف على: (ذئبْ – بئسْ – عِلْمْ – رأسْ – عنْهْ)، كما أنه لا بأس من روم حركة الحرف الأخير أو إشمامها فيما يجوز من ذلك.
2.عارض الإدغام عند من يدغم نحو (من العلْم مَّالك)، (من بعْد ذَّلك)، (في المهْد صَّبيّاً)، وذلك في روايات غير رواية حفص. ومثل ذلك السكون العارض للوقف على: (نستعين – أعوذ).
3.عند تشديد التاءات في رواية البزّي عن ابن كثير المكي نحو: (هلْ تَّربصون – إذْ تَّلقونه).
4.المدّ اللازم بصوره الأربع: كلمي مُثقَّل نحو: (الحاقّة)، وكلمي مُخفف نحو: (ءآلْئن)، وحرفي مُثقل نحو: (لآم) من (الم)، ومخفف نحو: (ميم) من (حم).
الصورة العاشرة: في الألفاظ المنتهية بالألف المقصورة -وهي ألف أصلية- ثم لحقها تنوين كما في: (طوًى – قرًى - سُدًى – سُوًى)، إذا وصلنا كلاًّ منها بما بعده نسقط الألف؛ إذ هي الساكن الأول وذلك لمنع اجتماع الساكنين فنقرأ: (طوًى اذهب) هكذا: (طُوَنِذهب)، ونقرأ (قرًى ظاهرة) هكذا: (قُرَنْظَاهرة)... وهكذا. أما حالة الوقف فإننا نترك التنوين وننطق الكلمة بكامل حروفها بما فيها الألف (طُوى – قُرى – سُدى – سُوى). ويلاحظ غلط من يقول إن هذه الألف عوضاً عن التنوين، والصواب هي ألف أصلية وليست عوضية، والله تعالى أعلم.
ثانياً: الساكنان في كلمتين قد يلتقي ساكنان في كلمتين مقروءتين وصلاً؛ بحيث يكون الساكن الأول آخر حرف منطوق من الكلمة الأولى، ويكون الساكن الثاني أول حرف منطوق من الكلمة الثانية.
والساكن الأول إما أن يكون تنويناً، أو ميم جمع، أو حرف مدٍّ، أو حرف مدٍّ ولين، أو حرفاً صحيحاً غير ذلك. أما الساكن الثاني فإما أن يكون لامَ التعريف المقترنة بهمزة الوصل ومثلها لام لفظ الجلالة، أو حرفاً صحيحاً مقترناً بهمزة وصل كذلك؛ إذ لا يصح البدء بحرف ساكن إلا أن يؤتى له بهمزة وصل يُتوصَّل بها إلى النطق بذلك الساكن.
وفيما يلي بيان لأنواع هذه الصور وطرق التعامل معها وأدائها أداءً صحيحاً موافقاًَ للقواعد والأحكام اللغوية أو التجويدية. الصورة الأولى: إذا كان الساكن الأول تنويناً والساكن الثاني أول منطوق من حروف الكلمة الثانية نحو: (فتيلاً انْظر- منشوراً اقْرأ – خبيراً الَّذي)؛ فلكي نتخلص من التقاء الساكنين في هذه وأمثالها ننطق نون التنوين محركةً بالكسر، وذلك بحسب روايتي شعبة وحفص عن عاصم وكذلك قراءة حمزة براوييه، أما عند الباقين فلهم بعض التفصيل؛ إذ يضمُّون نون التنوين إذا كان الساكن الثاني في فعل ثالثُ حروفِه مضمومٌ ضمّاً لازماً كما في: (فتيلاً انْظر – محظوراً انْظر – برحمةٍ ادْخلوا)، وكذلك لو كان الفعل مبنيّاً للمفعول كما في (خبيثةٍ اجتُثت)، وكما في نون (فمن اضطُّر) ودال (ولقد استُهزئ)، أما في قراءة عاصم من الروايتين فإننا نكسر الساكن الأول ويوافقه حمزة براوييه في كل ذلك وأبو عمرو البصري إلا في لام: (قل) وواو: (أو) فإنه ضمَّهما كما في: (قل ادعوا)، (أو اخرجوا)، وضَمَّ يعقوب واو (أو) وكسر الباقي، وضم ابن ذكوان تنوين (برحمةٍ ادخُلوا) بالأعراف، وتنوين (خبيثةٍ اجتثت) بإبراهيم وكَسَر الباقي.
الصورة الثانية: إذا كان الساكن الأول ميم جمع؛ وهي كل ميم زائدة عن بنية الكلمة، وتكون دالة على جمع الذكور حقيقة أو تنزيلاً. ومعنى حقيقة كقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم}، ومعنى تنزيلاً كقولك: "أنتم يا سيدي"، وكقوله تعالى: {من فرعون وملإهم)؛ إذ الضمير في (ملأهم) عائد على فرعون وحده، وذلك جمع غير حقيقي أنزل منزلة الحقيقي. وميم الجمع لا تقع إلا بعد أحد الحروف الأربعة: الهمزة والهاء والتاء والكاف. والأمثلة على ذلك: (هاؤم، عليهم، ضربتم، عليكم).
وإذا كانت ميم الجمع هي الساكن الأول، وكان بعدها ساكن ثان في كلمةٍ بعدها نحو: (هاؤم اقْرأوا – عليهم القتال – أنتم الأعلون – عليكم الصيام)؛ فإن حفصاً قد روى قراءتها مضمومة في كل ذلك -وصلاً طبعاً- من أجل التخلص من التقاء الساكنين، بينما للقراء الآخرين بعض التفصيل في ذلك.
فمنهم من يضم الميم ويضم الهاء إذا كانت قبلها وكان قبل الهاء كسر أو ياء نحو: (عليهُمُ القتال – بهُمُ الأسباب)( )، ومنهم من يكسر الهاء والميم تبعاً لها فيقرأ: (عليهمِ القتال – بهمِ الأسباب)( )، فذلك حرّك الهاء بحركة الميم وهذا كَسَرَ الهاءَ لمناسبة الياء والكسر قبلها ثم كسر الميم على أصل مذهبه في التخلص من التقاء الساكنين، وغيرهم كَسرَ الهاء والميم إذا كان قبل الهاء كسر كما في: (بهم الأسباب)، ولكنه ضمَّ الهاء والميم إذا كان قبل الهاء ياء كما في: (عليهُمُ القتال)( )، أما الباقون ومنهم حفص فإنهم يكسرون الهاء ويضمون الميم سواء سبقت الهاء بياء أو بكسر وكل ذلك وصلاً، أما وقفاً فالجميع يكسرون الهاء ويسكنون الميم.
أما إذا سُبقت الميم بهمزة أو بتاء أو بكاف فالجميع يضمون الحرفين: الميم والحرف قبلها وصلاً، ويسكنون الميم بعد ضم الحرف قبلها وقفاً نحو: (هاؤُمُ اقرأوا – أنتُمُ الأعلون – لكُمُ الويل).
الصورة الثالثة: إذا كان الساكن الأول أحد حروف المد الثلاثة كما في: (واستبقا الباب – ننجي المؤمنين – قالوا الحمد لله) فإن الجميع يسقطون (يحذفون) حرف المدّ وصلاً فلا يلفظ أبداً، ومن قال بزيادة نبرة الصوت قليلاً إشارة لذلك فلا يُلتفت إليه. أما إذا كانت ياء الإضافة (ياء المتكلم) هي أول الساكنين؛ فإننا ننظر: فالذي مذهبه قراءتها بالإسكان فهي لاحقة بحروف المد؛ فتحذف وصلاً كما روى حفص: (عهدي الظالمين – قومي اتخذوا – بعدي اسمُهُ)، والذي مذهبه قراءتها بالفتح فهي حينئذٍ ياءٌ متحركة شجرية اللقب والمخرج وليست مدّية؛ فلا ينطبق عليها الحذف لعدم التقاء ساكنين.
أما ياء المثنى المحذوفة نونُهُ للإضافة كما في: (يا صاحبيِ السجن)، (بين يديِ الله)، (ثلثيِ الليل)، (طرفيِ النهار) فالياء متحركة بالكسر وصلاً ولا تحذف، فهي ياء لينة أصلها ساكنة بعد فتح وعند دخولها على ساكن تم التخلص بتحريكها بالكسر [الكشف عن وجوه القراءات السبع، ج1، ص278].
وأما الواو اللينة أي الساكنة بعد فتح؛ فإذا كانت دالة على جماعة ودخلت على ساكن فإن الجميع يضمونها وصلاً كما في: (ولا تنسَوُا الفضل – فتمنَّوُا الموت – وآتَوُا الزكاة). وإذا كانت غير دالة على الجماعة وليست داخلة على فعل ثالثُ حروفِه مضمومٌ ضمّاً لازماً؛ فإن الجميع يقرأون بكسرها وصلاً كما في: (وألّوِاستقاموا – أوِ ائْتنا – ولوِ اجتمعوا له).
وإذا كانت الواو اللينة هذه داخلة على فعل ثالثُ حروفِه مضمومٌ ضمّاً لازماً؛ فمعظم القراء يضمُّون هذه الواو وصلاً نحو: (أوُ انقص – أوُ ادعوا – أوُ اخرجوا)، أما شعبة وحفص وحمزة فيكسرونها.
الصورة الرابعة: إذا كان الساكن الأول حرفاً صحيحاً غير ما ذكر فإن التخلص من التقاء الساكنين يكون كما يلي: 1.إذا كان هذا الساكن هو النون من حرف الجر (من)؛ فالجميع قرأوا بالفتح وصلاً نحو: (منَ المؤمنين – منَ الله – منَ الذين).
2.الميم من (الم) فاتحة آل عمران؛ فالجميع يفتحونها وصلاً، باستثناء قراءة أبي جعفر فهو يسكت على كل حرف من الحروف المقطعة فواتح السور.
3.إذا كان الساكن الأول أيَّ حرف غير ما ذكر؛ فالجميع يقرأونه بالكسر وصلاً كما في: (ولقدِ اجتبيناه – فانشزوا يرفعِ الله – وذرِ الذين – أمِ ارتابوا – فإن يشأِ الله – فإن يعلمِ الله). | |
|
أبو سليمان المغربي مؤسس المنتدى و المشرف العام
عدد الرسائل : 215 العمر : 47 البلاد : فرنسا المسجد المفضل : المسجد النبوي الشريف القارئ المفضل : عبد الرحيم النبلسي تاريخ التسجيل : 07/05/2008
| موضوع: رد: التقاء الساكنين - للشيخ عبد الرحمن جبريل الخميس يونيو 11, 2009 12:15 pm | |
| ما شاء الله موضوع طويل و مفيد و مليئ بالمعلومات لم أقرأه كاملا لكن سأفعل إن شاء الله بارك الله فيك | |
|